الاثنين، 30 نوفمبر 2009

بيان الحملة المصرية ضد التوريث



إن اختيار المواطنين لرئيس الجمهورية، عبر انتخابات حرة نزيهة، حق أصيل من حقوق الإنسان لا يجوز لأية سلطة أن تمنعهم منه، وحيث أن النظام في مصر قد دأب على تزوير الأنتخابات العامة جميعا بما فيها استفتاءات الرئاسة، وحيث أن النظام في مصر يسعى الآن بجدية لتوريث منصب رئيس الجمهورية من الرئيس حسني مبارك إلى ابنه جمال مبارك، وكأن مصر العظيمة قد تحولت إلى عزبة خاصة يكتبها الأب باسم أولاده من بعده… وحيث أن توريث الحكم بهذا الشكل المشين (سواء لصالح جمال مبارك أو سواه).. يعد اعتداء صارخا على أبسط حقوق المصريين، كما أنه يؤدي إلى استمرار معاناتهم من الفساد والاستبداد والقمع والفقر واحتكار الثروة لصالح النخبة الحاكمة وتبعية النظام المهينة للمشروع الأمريكي الصهيوني المعادي لمصالح الأمة وآمالها وحقوقها… وإيمانا منا بأن مصر تفف الآن في مفترق الطرق، فإما أن
نقبل نحن المصريين توريثنا وكأننا أرثا أو عقارا وأما أن نقف بصلابة لننتزع حقنا المشروع في اختيار من يحكمنا..

بناء على كل ذلك فقد اجتمعنا وأسسنا “الحملة المصرية ضد التوريث”، وسوف نتحرك بإذن الله في كل مكان في مصر وسوف نبذل كل ما لدينا من جهد من أجل إيقاف مشروع التوريث وإعادة حق الأنتخاب الحر إلى المصريين جميعا. وإننا إذ نؤكد أن حملتنا ليست في خصومة شخصية مع أحد بعينه، إنما منطلقها الدفاع عن حق الشعب المصري في إعمال إرادته واختيار حكامه، نؤكد أيضا أن النظام الاستبدادي في مصر تدعمه، بكل قوة، الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتعتبره إسرائيل حليفا استراتيجيا يساعدها على تنفيذ سياساتها الإجرامية ضد أهلنا في فلسطين ولبنان.. إن معركتنا ضد التوريث هي ملك للشعب المصري كله بجماهيره وقواه السياسية وأحزابه ومؤسساته المدنية، وهى مفتوحة للمصريين جميعا داخل الوطن وخارجه.

عندما يغيب العقل تخرج الغيلان


تعليقا على ما حدث فى السودان





أننا إذ نؤكد على الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والجزائري فى معاركهم المشتركة ضد الاستعمار والصهيونية فأننا ندين بكل قوة حالة الحشد والاستنفار الإعلامية حول مباراة رياضية فى كرة القدم أطلقت فيها كافة الأكاذيب ودعاوى الكراهية والعنصرية والتعصب كما يهمنا أن نؤكد ان المستفيد الأول من هذه الهستريا الجماعية هو النظامان المصري والجزائري اللذان يعانيان من أزمة شاملة ويشتركا معا فى كبت
شعوبهم ويسعيان الى حرف انظار وطاقات شعبيهما نحو اوهام زائفة لتفريغ طاقة الغضب والحقد المتراكم فى اتجاهات خطيرة لن تفيد سوى هذه الطغم الحاكمة وأعداء الشعبين المصري والجزائري مما أسفر فى النهاية الى ارتكاب هذه الجريمة المؤسفة وحرق العلمين المصري والجزائري فى مظاهرات غوغائية غاضبة . 
وفى هذا الصدد يهمنا ان نؤكد إدانتنا لإحداث العنف الموجه التى مورست ضد المشجعين المصريين فى السودان مع أهمية وضعها فى حجمها الطبيعي ، و نطالب بالتحقيق مع المسئولين عن هذه الأحداث ومحاسبتهم قانونا كما نلفت النظر إلى تخاذل النظام المصرى فى رعاية المشجعين المصريين نتيجة لتركه الساحة للحزب الوطنى ورجال الأعمال فى اختيار وترتيب سفر وفود المشجعين وبروز النية الواضحة لديهم لاستفادة من اهتمام الجماهير المصرية وتوحدها خلف فريقها وعلمها لخدمة مخطط التوريث مما أسفر عن حالة الفوضى العارمة وعدم التنظيم رغم علم أجهزة النظام المسبق بالوضع فى السودان وحشد عدد كبير من المشجعين المتعصبين الجزائريين قبل المباراة بثلاثة أيام ومما زاد الطين بله غياب اى دور للسفارة المصرية فى السودان وهو ذات الموقف المعتاد من للخارجية المصرية و النظام المصرى الذى يفرط فى كرامة المواطنين المصريين فى الخارج بعد ان أهان كرامتهم فى الداخل 
كما نود ان نلفت الأنظار الى خطورة دور و مصالح الرأسماليين ورجال الأعمال من الجانبين فى هذه الازمة و خاصة المصالح الفرنسية وأنصارهم من الفرانكوفيين فى الجزائر المعادين لعروبة الجزائر بقوة , وأيضا إلى خطورة الجرائم التى ارتكبتها بعض الجرائد الجزائرية وكذلك المهازل التى مارستها الفضائيات المصرية 
الحكومية منها والخاصة المملوكة لرجال الأعمال فى حشد وتعبئة وتحريض الجماهير وتزييف وعيها واللعب على أوتار الكرامة الوطنية من اجل خدمة النظام وترسيخ قيم الجهل والتخلف والتعصب والاستعلاء القومى الشوفينى والدروشة والفتاوى الدينية على حساب قيم العلم والتسامح والاستنارة وإبراز الحقيقة وعدم التعتيم عليها والدليل على ذلك عدم وجود اى وفيات أو إصابات خطيرة فى الجانبين رغم كل هذه الهستيريا الإعلامية . 
أننا ورغم تأكيدنا للدور المصرى التاريخى والحضارى فى المنطقة وأصالة وسماحة شعبنا المصرى العظيم فإننا نحذر من النتائج الوخيمة الناتجة عن هذه الحملات من هدم الثوابت الصحيحة والتاريخية حول دور مصر العربى الذى غيبته سياسات النظام بعد كامب ديفيد وتغيير صورة العدو الحقيقى لشعوبنا فى اذهان الجماهير وخاصة الشباب الذى ولد وتربى فى هذا الوضع المزرى والملتبس والمهين لدرجة تعرضنا للسخرية والشماته من صحافة العدو الاسرائيلى المستفيد الحقيقى من هذه الأحداث .
اننا نطالب المثقفين المصريين والجزائريين القيام بدورهم ورفع أصواتهم لإيقاف هذه الحالة الجنونية من العداء والكراهية وعدم ترك الساحة الإعلامية فى قضايا سياسية وحيوية تهم المصالح الإستراتيجية للشعبين لمجموعة من الجهلة والفاسدين وأصحاب المصالح من الإعلاميين الرياضيين . 
أننا ندعو الى صحوة المثقفين المصريين للوقوف امام هذه الحملة والى أهمية إثارة النقاش المسئول حول هذه القضايا والى القيام بدورهم الأساسى فى توعية الجماهير والدفاع العقلانى عن كرامة المصريين واعلاء شان العقل والموضوعية وعدم الخوف او التراجع امام الهجوم الغوغائى باسم الوطنية المصرية . 

مركز افاق اشتراكية 
22نوفمبر 2009

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...