هذا هو المسلسل الذى دائما ما نتكلم فيه كل أربع أو خمس سنوات ونجلس لننتظر هل سوف تكون نزيهة أم لا ؟
سألت بعض النشطاء السياسيين فى مصر عن الرموز التصويرية التى تصاحب أسم المرشح عندنا فى الأنتخابات ما هى وظيفتها ولم يعرفوا ولهذا قررت أن أتكلم اليوم فى هذا الموضوع
إن هذه الأنتخابات لن تكون الأخيرة التى تزور ولكنها نقطة تحول حقيقية لأنها تفتح عين الجميع أكثر وأكثر على الحكومة والحزب الذين يفعلون أى شيئ حتى يصلوا للأحتفاظ بالحكم والسلطة وكيف يخدم هذا العديد من الضباط الذين سوف يقهرون فى ظل أى حكومة أخرى تؤمن بالعدل وكيف تسيطر الحكومة على مقاليد الأمور ومداخل ومخارج كل الطرق التى تؤدى إلى العدل والنزاهة .
والسؤال الآن الكل فى مصر يتكلم عن الأنتخابات هذه وغيرها مما سوف يأتون لاحقا ومنهم من يراهن على أنها مزورة مزورة وهناك من يقول ويدافع بأنها سوف تكون نزيهة نزيهة ومنهم من يقول أن هذه الأنتخابات هى مقياس ما يتبعها وهناك من يقول إذن فكلهم فى غاية النزاهة
وأنا لا أعلم من أصدق ؟
أننى أعيش هنا فى منزلى وفى حارتى التى يسكنها ناس عاديين جدا لا يعرفون ولا ديموقراطية ولا بطيخ يخافون ويعملون من 12 – 16 ساعة حتى يأتون بما يكفى لأحتياجات بيوتهم وأولادهم يجلسون على القهوة يفكرون كيف يخرجون من مأزق هذا الشهر يشترون أرخص الأشياء فى السوق يصلون كثيرا ولا يفوتهم الفرض وهؤلاء هم من أقيس عليهم كل ما أسمعه فى التليفزيون والمواقع الألكترونية ومقاهى مثقفى هذا البلد
وللأسف لم أرى فيهم واحدا يعلم شيئا عما يدور حوله فهم مثل كل المصريين يعملون و يأكلون و ينامون ولا مفر من هذه الدائرة التى لا يسعون لفتحها أنهم قد تعودوا على هذه الحياة
ورأيت فيهم الكثيرون مما يحملون الشهادات المتوسطة لا يعرفون " القراءة ولا الكتابة " وبالصدفة البحته أن هذا يسمى " جهل " فكيف يكون فى مصر أنتخابات " نزيهة " وهناك فى مصر أيضا من لا يعرف القراءة والكتابة فى عصر أصبح فيه الموبايل واللابتوب والكمبيوتر والأنترنت هم وسيلة الأتصال " الرئيسية " .
وأنا لست حزينا على هذه الأنتخابات التى زورت لأنها ليست المره الأولى ولكنى أكثر حزنا على ما وصل إليه الناس فى مصر فمن الممكن أن نعيش فى " دولة قمعية " السلطة الأولى فيها هى البطش والتعذيب والأرهاب ولكن لا يمكن أن نعيش فى دولة أصبح أهلها لا يعرفون القراءة والكتابة وهم يؤمنون بالله ويصلون ويصومون ويزكون ويلقون الشهادة ويسعون دائما أن تآتى لهم الفرصة لكى يحجون إلى " بيت الله الحرام " .
الله الذى أصبح عبارة عن جلباب قصير ولحية طويلة وزوجة منقبة وقرءان مسموع وصوت غير لائق فى الآذان وعالى جدا وعدم أحترام أديان الغير وأتهامهم بالكفر ومعاداة جميع أنواع الثقافات والمعارف الأنسانية وتجاهل تام لما أوصانا الله به من ديموقراطية وعدل وسلام ورحمة وجمال ونسيان أن الله أنزل جبريل بأول الدعوة على سيدنا محمد
فقال له أقرأ
فقال له ما أنا بقارئ
فقال له أقرأ
فقال له ما أنا بقارئ
فقال له أقرأ
فقال له ما أنا بقارئ
فقال " أقرأ بأسم ربك الذى خلق " " خلق الأنسان من علق " " أقرأ وربك الأكرم " " الذى علم بالقلم " " علم الأنسان ما لم يعلم " هذه الآيات الأولى فى كتابنا " القرءان الكريم " يا من تدعون أنكم تعلمون ما بداخله وأنكم قرأتم آياته الحكيمه ولا أظن إن كنتم فعلا تعلمتم القراءة والكتابة أنها تحتاج لمن يفسرها إن الله أعطانا هذه الكلمات سهلة وبسيطة لكى نفهمها بدون مفسر لكى لا يأتى أحدا ويقول لنا تفسيرا مخالفا لما أراده الله من أياته كما يحدث فى آيات كثيرة
أى إيمان إذن تريدون أن تكذبون علينا به
أى إيمان بدون القراءة والكتابة
أى إيمان وأنتم لا تنفذون كلام الله
أى إيمان وأنتم لا تعلمون عماد دينكم يا أمة العلم كما جاء فى كتابنا الحكيم
أى إيمان وأنتم تتجاهلون الآيات التى لا تريدون تنفيذها والتى لا تأتى على هواكم
أى إيمان وأنتم تشركون بالله وجعلتم فى الأرض شريكا له وتركتم الإيمان الذى دفع فى سبيله أجدادنا الكثير من التضحيات وجعلتوا هذه التضحيات عبارة عن قصص تحكى فى خطب صلاة الجمعة ولم تدركوا أنكم كفرتم حتى بما آمن به أجدادنا
لا أريد أن أكمل ما فى صدرى من أستياء وحزن وخوف لما وصلنا إليه من جهل حتى بآيات الله التى تدعون أنكم تعرفوها وأنتم لا تعرفون القراءة والكتابة وتفتخرون بأنكم أمة " الضاض "
أمة لا تعرف لغتها وتنتقى قشور الإيمان حتى تكذبون على أنفسكم وتكذبون على الله وتسلسلوا كل من يريد التقدم والأنفتاح والمعرفة وتخدمون كل من يريدكم أغبياء وجهلاء لكى يسرقكم ويربى ثروات فى بنوك سويسرا ويحرقكم فى القطارات والمبانى السكنية الخاوية ومسارح وقصور الثقافة " أهمال ورا أهمال " ويعذبكم فى أقسام الشرطة " حماة الأمن " ويغرقكم فى عبارات الموت وأنتم " تحجون " ويهرب صاحب العبارة إلى لندن حتى لا يستطيع أحد أن يأتى به ويجوعكم ويفصلكم من أشغالهم ويضع يده على أراضيكم ويبيع حقوقكم من تأمين صحى وكهرباء وتعليم
وتتكلمون عن تزوير الأنتخابات وفساد الحكومة والبطالة والغلاء لا أعلم ما هذا التناقض مابين أرادتكم المزيفه فى العدل والخير وأفعالكم المتخاذلة فى أتخاذ قرار الدفاع عن هذه الأرادة
لا أريد أن أقسوا عليكم أكثر من ذلك ولكنى تكلمت وقلت كلمات الحق حيث ما سوف أحاسب عليه أمام الله يوم " القيامة " ولا أدرى يمكن هذه الكلمات تغير من يقرأها ويتحول إلى أنسان عاقل ومفيد ومتعلم تعاليم دينه الصحيحة ولا أدعى أنى شيخا ولا أريد أن أكون شيخا لأن ما أكثر الشيوخ فى بلدنا مصر ولكنهم لا يقولون هذه الكلمات ولا أعرف لماذا لا يقولوها فكروا أنتم إذن لماذا لا يقولوها ومن المستفيد كلما بقينا على هذا الحال
شعب لا يعرف القراءة والكتابة ويعرف الظلم والكذب والنفاق حقا خير البلية ما يضحك