الجمعة، 18 يونيو 2010

(2) بوتيكات


السياسة فى مصر أصبحت عبارة عن دكاكين
مازلت إلى الآن أحلم بمناضلين يخافون فعلا على مصر فى زمن أصبحت فيه مصر لا تعثر على مثلهم

مازلت إلى الآن أحلم بقادة يقودون الناس إلى مصالحهم الحقيقية ولا يكذبون عليهم ولا ينافقون من أجل شيئ ولا يفعلون ما يفعلون
مازلت إلى الآن أحلم بالثورة التى تعيد حقى وحقوق الناس معى
مازلت إلى الآن لا أريد أن أبيع أفكارى
مازلت إلى الآن أريد أن أصل إلى أهدافى بشرف
كيف وأنا أشاهد المشهد السياسى فى مصر يضعف يوما بعد يوم وهناك من يزيد الشارع المصرى من بلاهته وصمته وسكونه
كيف وأنا أشاهد المظلومين يزيدون يوما بعد يوم بالآلاف ولا يحركون ساكنا
هذه المقدمة لا تعبر عن يآسى ولكنها تعبر عما كرهت من سنين رؤيته فإن أحلامى دائما ما تكون أكثر من أستطاعتى حيث أنها تعتمد جميعا على الوقت الطويل و" التغيير " ليس فى الحكم كما يقول العديد من النشطاء السياسيين فى مصر ولكن التغيير فى عقول الناس فكلما قبل أحدا فى مصر أفكارى وأصبح معى كلما أزداد نشاطى أكثر وأكثر ولكن أصطدم دائما بمن يحاربونى وهم لا يعلمون وهم لا يقصدون ولا أستطيع أن أجزم أن هناك منهم من يعلم ويتعمد أضرارى وأضرار الناس البسطاء فكلما رأيتهم وكلمتهم أحس أنى أراهن على حياة هؤلاء الناس الذين أصبحوا ما بين أختيارين إما الفقر أو السرقة إما الكذب أو السكوت إما النفاق أو النفاق
نعم " النفاق هو الحل " ولا الأسلام ولا العلمانية ولا الكفر ولا أى شيئ فى الدنيا
نعم " نافق تعرف "
نعم نافق تزيد دبوره
نعم نافق تترقى وتتعين أمين فى الحزب الوطنى والمحليات بالمره
نعم نافق تدخل الجماعة وتعمل فى التوحيد والنور وتتجوز
نعم نافق تفتح " مركز حقوق أنسان " وتضرب التمويل فى جيبك وتركب العربية وتعيش فى شقة على النيل وتكون صورك وأحاديثك فى جميع الصحف و" لك أتباعك " وتقف على المنصة أمام الكاميرات لتقول أحلى كلام ولكن وللأسف ليس هناك من يفهمه وإذا فهمه فلن يقبله وكل منكم فى طريقه يسير أنت تكسب أكثر كلما وقفت على المنصة وهو يعيش حياتة الصعبة ويرضى بها ولا انت دافعت عنه ولا هو أستمع لك
وفى الحقيقة السياسة فى مصر أصبحت على هذا الشكل " دكاكين " وليس هناك من يخرج عن هذه الثوابت والكل يعبد هذه " الأصنام " وبالتالى لا يمكن أن يكون هناك فى مصر من يدافعوا عنها بهذا الشكل ولن ينجى أحد من " الفقراء والكادحين " فى مصر كلما بقى هؤلاء من يسموا بالمناضلين مثلهم مثل أدوات النظام ينافقون ويكذبون وينتظرون التعليمات وفى الآخر الكل بيقول " تمام يا باشا " .
وهذا هو " اليمين " الذى نقول عليه دائما هذه هى سياسات وآليات وتصرفات من ينحازون إلى سيطرة الأمريكان والصهاينة .
هؤلاء هم من يقفون ضد مصالح الأغلبية العامة من الناس
هؤلاء هم من يسكنون الفيلات و يطبعون مع الصهاينة و يبيعون الأملاك العامة للمستثمرين الأجانب والعرب و يجوعون العمال وأسرهم
هؤلاء هم من يستوردون البذور المسرطنة ومن تحت رأسهم يضطر " الفلاح " زراعة أرضه بماء الصرف الصحى
هؤلاء هم من لا يريدون أن يشترون المحاصيل من الفلاحين إلا إذا كانت مطلوبة من قبل وللأسف هم من يجعلون " الفلاح " يزرع المحاصيل التى ليس لها قيمة محلية
هؤلاء هم من جعلوا " التعليم " فى مصر تجارة وأستثمار
هؤلاء هم من يصدرون الغاز للكيان الصهيونى ويرضون بالتطبيع ويجلسون على طرابيزات المفاوضات ويتهاونون فى حق الشعب الفلسطينى والعراقى واللبنانى والسورى
هؤلاء هم من يكسرون فينا الأمل بالنهوض والتمرد على السياسات التى لم نأخذ منها غير الأهانة والفقر والجوع والجهل
هؤلاء هم من أشار لهم ماركس وحذرنا منهم لكى نعرف من معنا ومن علينا
يا فقراء العالم أتحدوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...