السبت، 12 نوفمبر 2011

الدنيا فيها كام بلياتشو ؟ (3ـ3)



ثالثا : إننا نبقى الصومال ووقتها سوف تبقى المصيبة الكبرى لأن الصومال ليست فقط بلدا فقيرة بائسة لا تملك أى موارد فعلية على الأرض يمكن البناء عليها نهضة أو إقتصاد لكن المصيبة تتمثل فى ثلاث أوجه .
الأول : هو حالة المجاعة الدائمة من سنتين لعدم نزول المطر وما يترتب عليه من عدم وجود زراعة وبالتالى تعتمد هذه البلاد على المساعدات الإنسانية من المنظمات والهيئات العالمية وبالطبع بلدا بهذه الظروف لا يوجد فيها ولا تعليم ولا صحة بل الصحة هناك سيئة للغاية ولا أى مستقبل يمكن أن يشجعنا لكى نتخذه قدوه .
الثانى : لا يمكن لشعب بهذه الظروف السيئة أن لا ينتشر فيه البلطجية وقطاع الطرق وحوادث الإغتصاب الكثيرة وتعتبر الصومال هى المورد الرئيسى للقراصنة والإرهابيين فى العالم ونحن جميعا نعرف جيدا ماذا يفعل القراصنة فى السفن والإرهابيين فى البنى آدمين .
الثالث: وهو الأهم والأقوى أنه يمكن للصومال أن تكون بلدا فيه نظام ودولة وحكومة وشعب يتعلم ويتعالج ويزرع ويصنع ويرتقى بالوطن ولكن الأزمة تتمثل فى طبيعة النظام الذى يحكم هناك فإن الصومال يحكمها نظام إسلامى متشدد لا يرى غير السلطة والنفوذ والمال تخدم عليه البلاد والأنظمة التى تريد أن يظل هذا الصراع قائم وتبرعات نفوس ضعيفة ترى فى التبرع عدلا ووسيلة يمكن من خلالها غسل ذنوبهم وأفعالهم فى الحياة من رشوى وكذب ونفاق وخداع وغير ذلك مما لم يأتى فى أركان الإسلام الخمس ومعارضة لهذا النظام عبارة عن تنظيمات أيضا إسلامية أكثر تشددا وأكثر وحشية وإجراما فى حق البشرية والشعب الصومالى تتصارع كلها على السلطة وينفرد كل تنظيم بقطعة من الأرض يتقاتلوا ويتطاحنوا من أجل إثبات أن أحدا منهم هو الأكثر إيمانا بالإسلام .
وإن بحث أحدكم عن إحصائيات التبرعات للصومال وقتلى تطاحن التنظيمات والمجاعة والجهل سوف يكتشف أن الأزمة ليست فى الشعب ولا الأرض ولكن هو تواطؤ عالمى على هذا البلد وأنه مصدرا مهما من مصادر بناء سياسات أكبر دول العالم التى تستفيد بالطبع من السيطرة على العالم بإسم الإرهاب والذى أهم أسبابه ليس التشدد ولكن الجهل وقلة الوعى وأستسهال بتصديق شعارات وأقوال كاذبة أو بيع أصواتنا بالمال الذى لا يفيد إلا من يريدون أن نكون إيران أو أفغانستان أو غزه أو الصومال أو السودان الذى أصبح دولتين والثالثة فى طريقها للإنفصال .
هذه هى النظم الإسلامية بجبروتها وسطوتها وشعاراتها الخاوية والكاذبة والتى لا تعرف غير الدماء والجهل والهدم وليس البناء منكم من سوف يقول لى أنه هناك مثل تركيا نظاما إسلاميا محترم
إجابتى نعم هو مثال محترم ولكن :
أولا : الدولة دولة علمانية حديثة وضع فيها الدستور بالتوافق وليس الغصب والكثرة والكذب على الناس
ثانيا : أنها دولة أوروبية مهما كان ومهما سوف يكون فإن تركيا جزء من أوروبا تسعى للدخول فى الإتحاد الأوروبة منفتحة وتؤمن بالعلم وبالبناء وبالتعليم
ثالثا : وهذا هو الأهم أنه هناك رجلا عظيما أسمه مصطفى كمال أتاتورك أبو الأتراك أصر وعزم على تعليم وتوعية ورفع شأن المواطن التركى وعلى هذا يمكن أن نستنتج أنه ليس هناك مواطن جاهل أو غير متعلم أو غير واعى بما يحدث من حوله وأنه يهتم بمستقبل بلاده وأولاده إيجابى ينزل الإنتخابات ويستخدم صوته لكى يعطيه لمن يراه أفيد له ولمستقبله ولا يمكن أن ترى هناك ناخب ذاهب لأنه قالوا له أنهم يريدون تغيير هوية مصر الإسلامية أو نعم لله ولا للشيطان وبالتالى هناك إنتخابات حقيقية تفرز آراء المواطنين الحقيقيين عن طريق البرامج الإنتخابية ليس هناك شرعية أو مظاهرة قندهار فى ميدان التحرير التركى
رابعا : أن حزب الحرية والعدالة فى تركيا أتى عن طريق المحليات وليس مجلس الشعب أوالشورى ومعنى هذا أنه وضع برنامجا وأقنع به الجماهير فذهبت الجماهير بحرية إلى الإنتخابات ونجحته ثم أرتقى وأرتفع إلى بقية المجالس النيابية إلى أن وصل للرئاسة وبالتالى نتعلم من هذا أن تركيا وحزبها ونظامها الإسلامى ليس من فراغ ولكن من وعى وثقافة وتعليم وتحرك إيجابى نحو الرقى والبناء والحضارة وتصديق وحب لأجدادهم الذين صنعوا الإمبراطورية العثمانية وليس كره وجهل لأجداد صنعوا الأكثر من الإمبراطورية العثمانية صنعوا دولة وحضارة كاملة لا نعرف إلى الآن عنها الكثير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...