كنت جالس مع صديقى نتناقش فى ماذا نفعل حتى نحرك هذا الشعب ضد الديكتاتور حتى يسهل علينا جميعا أن نعيش حياه مستقرة وأدمية و ديموقراطية .
كان صديقى يأخذ وضع اليأس فى أن يحدث فى يوم من الأيام ثورة ضد الحاكم وقال (كل الناس فى مصر عرفت أن هذا الحاكم ظالم و ديكتاتور ولكن بيخافوا من الداخلية إللى صورها النظام بأنها مؤسسة لا ترحم ولا تمل ومن يخيب حظه فى الدنيا ينزل تحت سكاكينها )وأنا طبعا كنت أخذ الوضع الثانى فى الدفاع عن وجود أمل فى أن تقوم ثورة ضد هذا الظلم
وأنتهت المناقشة على أن هناك أمل فى تغيير هذه الأوضاع الخاطئة ولكن يا جماعة الظاهر أن صديقى كان على حق ولكن ليس فيما قاله ولكن فى مضمونه الذى لم يعرف أن يصيغة فى كلام صريح
الموضوع إن أنا نزلت مع صديق لى أخر إلى كلية الحربية حتى نسأل على الأقسام الصناعية التى يقبلوها فى التقديم
رأيت الشباب الطالب بالألتحاق بالكلية الحربية بالألاف وينفذون بلا تردد ما يطلب منهم حتى ولو على حساب كرامتهم وكأنهم يتحركون بالرموت كنترول ورأيت شباب يوزعون أعلانات لبعض الأكاديميات والمراكز التى تدرب الطالب على التأهل لدخول الكلية وباعة الأقلام للأمضاء على بعض الأستمارات وماكينات الحلاقة لتقصير السوالف للقبول والحلاقين فى الشوارع وبدون أى تجهيزات لضمان صحة من يحلق شعره والعساكر بيفهموا ومتكبرين ولم يتربوا على العكس تماما من الضباط فهم فى قمة الأدب .
وأستوقفت بعض الشباب حتى أعرف ما بداخلهم حتى يتحملوا هذه الظروف السيئة للغاية البعض قال لى أنهم بيأخذوا فلوس كتير عايز أبنى الشقة وأتجوز والبعض قال لى أنه قيمة وسيما و مركز أجتماعى كبير ( الظابط راح والظابط جى مش بالذمة نفسك يتقال عليك كده ) أنا فى حالة ذهول كان ردى نعم ...................حتى لا يشك فى أمرى .
وكان ما يدور فى رأسى وقتها أن الجماهير الجديدة وهى الشباب قررت أن تحتمى من طغيان النظام والحكومة بهذه الطريقة وليس بالأعتراض فهم ما زالوا خائفين من حدوث ما لا تحسب عقباه وهو أن يكونوا فريسة لسيوف ونسور ودبابير النظام ليخرج تائب عن كل شئ فى الحياة حتى عن ما يساعد فى أن يعيش وهو شرب الماء .
أعرف جيدا أن هذه الفكرة خاطئة تماما لكن هذا هو الواقع الذى لم يتغير بعد سنوات من النضال فى الشارع ضد هذه ما تسمى بالحكومة .
ولكن تقابلت مع شاب غريب ولا تقع عليه فكرتى ولا فكرة صديقى فهو فعلا يلغى المجهود الكبير الذى يبذل فى سبيل تعريف هذا الشعب حقه .
للوهلة الأولى فهو يعتقد بأنك شاب عادى جدا وبعد ما يقرب من نصف ساعة يعتقد بأنك مرشد للأمن وبعد دقائق يذهب بعيد عنك حتى لا يلبس الأساور الحكومية وكأننى أمشى وخلفى عربات الأمن المركزى .
كان الحوار هادئا للغاية فهو شاب لا يعلم عما يحدث فى البلد من أحداث ولا رغيف عيش ولا ميه ولا كهرباء ولا أنتخابات مزورة ولا أى حاجة فى الدنيا أعتقد أنا أنه من الشباب ذوى الطبقة الوسطى على حق أعنى أنه مرتاح ماديا إلى حد كبير لأنى كنت بقولة لا تفكر فى المرتبات العالية كما قال البعض ولا أنه يرغب فى المركز الأجتماعى الكبير ولكن هو يبحث عن تحقيق العدل فقال ( إيه المانع من أن أكون رتبة كبيرة ويحبنى الناس لأنى أحقق العدل الحقيقى ) ولا يعلم بأن من يدخل كلية الشرطة لا يتخرج غير لما يكون أتعلم أزاى يضرب ويشتم ويعذب عشان يبقى مؤهل لأن يكون ضابط شرطة وله عربية وشقة ومرتب يخليه يشرب السجاير الأجنبى ويأكل لحمة ويلبس أحسن الماركات العالمية ويفترى بنفس لأنه ما ما بيحسش بالناس إللى بيقهرهم ويعذبهم لصالح النظام الفاسد ودفاعا عن البدلة والصفيح إللى عليها .
يا جماعة بجد هذه التجربة جعلتنى أعرف جيدا أن ما يحتاجه الشعوب المستغلة والمقهورة هو الثقة بالنفس التى سوف تجعله يعلم جيدا أن المناضل لن يكون مناضلا إلا بشعبه الواثق فيه ومعاه مهما دفع من أثمان غاليه جدا
أن الحل هو الثقة فى النفس فقط ولا غيرها من الوصفات الهدامة التى لا تبنى إلا الخذى والعار و السواد والخوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق